صلاة الجماعة سنة واجبة في حق كل مؤمن لم
يمنعه عذر من حضورها و ذلك لقول الرسول صلى الله عليه و سلم " ما من ثلاثة في
قرية و لا بدو لا تقام فيهم صلاة الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فإنما يأكل
الذئب من الغنم القاصية" رواه أحمد و أبو داود و النسائي و
هو صحيح قوله صلى الله عليه و سلم " و الذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر
بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى
رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم" متفق عليه، و قوله
للرجل الأعمى الذي قال له " يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد،
فرخص له ، فلمى ولّى داعه ، فقال : هل تسمع النداء بالصلاة، فقال: نعم، قال:
فأجب"صحيح مسلم
و فضل الصلاة في المسجد عظيم ، قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم" صلاة الجمع تزيد على صلاته في بيته خمساً و عشرين درجة
، فإن أحدكم إذا أحسن الوضوء و أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا
رفعه الله بها درجة، أو حط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد ، و إذا دخل المسجد كان في
صلاة ماكانت الصلاة تحبسه ، و تصلي عليه الملائكة مادام في مجلسه الذي يصلي فيه:
اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، مالم يحدث"متفق عليه
أقل صلاة الجماعة اثنان ، الإمام و آخر معه ،
و كلما كثر العدد كان أحب إلى الله تعالى لقوله صلى الله عليه و سلم :" صلاة
الرجل مع الرجل أزكى من صلاته لوحده ، و صلاته مع الرجلين أزكى من صته مع الرجل، و
ما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى". أحمد و أبو داود و النسائي و ابن
حبان، و معنى أزكى أي أكثر أجرا ، و كونها في المسجد أفضل، و المسجد البعيد
أفضل من القريب، لقول الرسول صلى الله عليه و سلم " إن أعظم الناس أجراً
أبعدهم إليها ممشى"أحمد و أبو داود
و للنشاء أن يشهدن صلاة الجماعة في المساجد
إن أمنت الفتنة و لم يخش أذى لقوله صلى الله عليه و سلم " لا تمنعوا إماء
الله مساجد الله" أحمد و أبو داود، غير أن صلاة المرأة في بيتها
أفضل لها.
يستحب لمن خرج من بيته للمسجد أن يقدم رجله
اليمنى ، ثم يمشي بسكينة و وقار لقوله صلى الله عليه و سلم " إذا أتيتم
الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا و ما فاتكم فأتموا"أحمد و ابن
ماجه ، فإذا أدرك الصلاة في وطها صلى مع الإمام ، و لا يسلم معه و لكن يكمل
الصلاة بمفرده.فإذا وصل المسجد قدم رجله اليمنى و قال " بسم الله ، أعوذ
بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم صل على
نبينا محمد و آله و سلم ، اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك"مسلم،
و لا يجلس حتى يصلي ركعتي تحية المسجد لقوله صلى الله عليه و سلم" إذا
دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى صلي ركعتين"مسلم إلا في وقت طلوع
الشمس أو غروبها فإن الرسول قد نهى عن
الصلاة فيهما
و إذا أراد الخروج من المسجد قدم رجله اليسرى
، و قال ما يقوله عند دخوله إلا أن يقول
عوضاً عن – الهم افتح لي أبواب رحمتك – اللهم افتح لي أبواب فضلك
منقول من كتاب منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري - نفعنا الله و إياكم