السلام عليكم و رحمة الله
كيف حالكم يا شباب
كل عام و أنتم جميعاً بخير و في طاعة الله و رضاه
كيف ودعت رمضان؟
هل أنت ممن خرج من رمضان بقلب غير الذي دخل به، هل خرجت بإقبال على الطاعة و عزم على ترك المعاصي السابقة؟
هل خرجت كما دخلت ، لا حسنة زائدة و لا سيئة ناقصة؟
هل خرجت أسوأ مما كنت؟
ليس من الضروري أن تكون قمت الليل و أجهدت جسدك في الطاعات لتكون الأفضل ، فهناك كثيرون يأتيهم العيد بعد عشرة أيام من الاعتكاف في المسجد و لسان حاله يقول " إنما أوتيته على علم عندي" أو كما نقول بالعامية " يا أرض اتهدي ما عليكي قدي" ، فتنهار طاعاته عند أول اختبار عندما أعجبته و أصبته بالكبر على الله و على المؤمنين
إن كنت من هؤلاء فأذكرك بقول الله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " و قوله تعالى " و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا" " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم"
و هناك من خرج رمضان بغير طاعة تذكر ، و ذكره الله في آخر ليلة ، فقرر ألا يضيع ثواباً بعد اليوم ، و أن يبدأ حياته من جديد عل الله يعطيه فرصة أخرى
إن كنت من هؤلاء فأبشر " و لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" ، توكل على الله و ابدأ حياتك من جديد ، فلولا أن الله يريدك أن تتوب لما نبهك أصلاً ، حتى و لو كان ذلك في آخر ليلة
أما أنت يا مسكين ، يا من قضيت رمضان ضيعت التراويح و القرآن ، و حرصت كل حرصك على المسلسلات و البرامج ، " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق"؟
ألم يحن الوقت بعد أن تذيق نفسك من السعادة التي لا يشبع منها أحد..
اسأل من شرب من كأس الدنيا حتى ثمل
(فسح، ملابس، بنات، سفر، ..........)
هل شبع منها؟
هل أحس في يوم أنه استكفى و أنه راض عن نفسه؟
همسة لك أنت ...
جرب الصلاة في المسجد
أو ركعتين في جوف الليل
أو صفحة في المصحف قبل أن تنام
ستجرب السعادة التي لا تشبع منها ، و رغم ذاك فإنها تشعرك دوماً بالرضا
" ففروا إلى الله"
إننا لم نخلق إلا لنعبده ، و رغم ذاك فإنه تعالى يتودد إلينا و يبيح لنا من لذات الدنيا أطيبها
لم يخلقنا ساجدين لا نرفع رأساً كالملائكة ، و لم يسخرنا للعبادة و التسبيح ككافة مخلوقاته
لقد أعطانا الاختيار
جربت الدنيا و كل متعها و منا من جرب الحلال و الحرام منها على حد السواء
فعتبرها مغامرة ، و ذق القرب من الله
أما أنت..
أيها العابد المخلص
أكمل طريقك ... تقبل الله منك
لم يحن وقت التوقف بعد.. و خف على نفسك من الكبر فإنه يضيع كل شئ
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
تقبل الله صالح أعمالنا و غفر لنا الجهل و الخطأ و التقصير